29 - 06 - 2024

إيقاع مختلف | حاكموا هذا الرجل إذا أردتم

إيقاع مختلف | حاكموا هذا الرجل إذا أردتم

(أرشيف المشهد)

13-11-2014 | 10:58

لم يجمعنى به سوى لقاء واحد منذ أكثر من خمس سنوات كاملة، ضمنا معاً صالون ثقافى على هواء قناة النيل الثقافية، لعل اسمه كان "قمر النيل" ، حيث تحاورنا طويلاً فى السياسة والإعلام والعلاقات العربية الأمريكية، والكثير من الموضوعات الأخرى.

كان هذا لقاءنا الأول والأخير حتى الآن، لكنى لم أتوقف عن متابعته فى شتى المواقع التى عمل بها، دون أن تخلو هذه المتابعة من بعض الدهشة المبررة من انتقالات غير مبررة بين مواقع تبدو متناقضة فى التوجه بل وفى آليات العمل أيضا.

فمن ينتقل من صوت العرب إلى صوت أمريكا إلى بى بى سى ومنها إلى الجزيرة ثم إلى العربية إلى دريم ثم إلى بى بى سى مرة أخرى لابد أن يثير كثيراً من التساؤلات فى ذهن من يتابعه.

نعم هو الصديق الإعلامى حافظ الميرازى، أقول الصديق دون أن يجمعنا أكثر من لقاء واحد، لكنى أشعر بصداقة حقيقية مع هذا الرجل الذى أكن له احتراماً كبيراً على المستويين المهنى والأخلاقى.

وقد زاد احترامى له كثيرا بعد الحوار المهم الذى كان هو ضيفه والذى أمسك خلاله بمشرط شديد المهارة شديد الموضوعية ليُشرح به جثة الإعلام المصرى ليعلن عن الأسباب الحقيقية للوفاة.

الرجل لم يسرف فى الصراخ أو المزايدة أو التشدق بالمواقف المبدئية، لكنه لم يتوان عن ذكر آفات الإعلام المصرى، وعلله الظاهرة والباطنة، فى صراحة مدهشة وموضوعية جديرة بالاحترام وكفاءة لا ينكرها إلا ذو هوى أو غرض أو مرض.

وعلى الرغم من أن إحياء الموتى معجزة غابت عن الدنيا منذ عهد المسيح عليه السلام، فإن الرجل قدم ما يتصوره خطة طريق حقيقية واضحة يستعيد بها الإعلام فى مصر حياته الحقيقية ويستعيد بها مكانه ومكانته على خريطة الوطن.

وقد أسعدنى كثيراً أن عددا غير قليل من الإعلاميين خاصة ومستخدمى "فيس بوك" بصفة عامة قد سارعوا إلى رفع الحوار على الموقع وتداوله فيما بينهم، بما يعد تأكيداً على أن من يعرفون الحقيقة ويتوقون إلى إعلانها كثيرون.

إذا أردتم يا سادتى أن تحاكموا الإعلام الحقيقى فحاكموا هذا الرجل وأمثاله من الحقيقيين، وهم أكثر مما تتصورون، أمام أولئك ال(     ) الذين يملؤون الحياة صراخاً وغثاء وتزييفاً وتضليلاً ، فلا تحسبونا عليهم ولا تحسبوهم علينا أثابكم الله.

مقالات اخرى للكاتب

جِيل من الصور الطلِيقَة





اعلان